الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال **
جناية البهيمة والجناية عليها 40448- عن عبد العزيز بن عبد الله أن عمر بن الخطاب كان يأمر بالحائط أن يحصن وتشد الحظر من الضاري المذل، ثم يرد إلى أهله ثلاث مرات، ثم يعقر (يعقر: يقال: عقرت به؛ إذا قتلت مركوبه وجعلته راجلا. وأصل العقر: ضرب قوائم البعير أو الشاة بالسيف وهو قائم. أ ه (3/271) النهاية. ب). (عب). 40449- عن عبد الكريم أن عمر بن الخطاب كان يقول: يرد البعير أو البقرة أو الحمار أو الضواري إلى أهلهن ثلاثا إذا حضر على الحائط، ثم يعقرن. (عب). 40450- عن الشعبي أن عليا قضى في الفرس تصاب عيناه بنصف ثمنه. (عب). فصل في ترهيب القتل 40451- {مسند بكر بن حارثة الجهني} عن بكر بن حارثة قال، كنت في سرية بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقتتلنا نحن والمشركون وحملت على رجل من المشركين فتعوذ مني بالإسلام فقتلته، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فغضب وأقصاني، فأوحى الله إليه (الدولابي وابن منده وأبو نعيم). 40452- عن جندب بن عبد الله: لا يلقين أحد منكم الله يوم القيامة على كف من دم رجل يقول (لا إله إلا الله) فإنه من صلى الصبح فهو في ذمة الله، فلا يخفرن الله أحد منكم في خافره فيكبه الله إذا جمع الأولين والآخرين في جهنم. (نعيم بن حماد في الفتن). 40453- عن جندب البجلي قال: إن هؤلاء القوم قد ولغوا في دمائهم وتخانقوا على الدنيا وتطاولوا في البنيان، وإني أقسم بالله لا يأتي عليكم إلا يسير حتى يكون الجمل الضابط والحبلان والقتب أحب من الدسكرة العظيمة، تعلمون أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يحولن بين أحدكم وبين الجنة وهو يرى بابها كف من دم امرئ مسلم أهراقه بغير حله، ألا! من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء. (عب). 40454- عن قبيصة بن ذؤيب قال: أغار رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على سرية انهزمت فغشي رجلا من المشركين وهو منهزم، فلما أن أراد أن يعلوه بالسيف قال الرجل: لا إله إلا الله، فلم يتناه عنه حتى قتله، فوجد الرجل في نفسه من قتله فذكر حديثه للنبي صلى الله عليه وسلم وقال: إنما قالها متعوذا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم فهلا شققت عن قلبه! فإنما يعبر عن القلب باللسان، فلم يلبثوا إلا قليلا حتى توفي ذلك الرجل القاتل فدفن فأصبح على وجه الأرض، فجاء أهله فحدثوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ادفنوه، فدفن أيضا فأصبح على وجه الأرض، فأخبر أهله النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الأرض أبت أن تقبله فاطرحوه في غار من الغيران. (عب، كر). 40455- {مسند أبي رفاعة} قتل المؤمن أخاه كفر، وسبابه فسوق، وحرمة ماله كحرمة دمه. (الخطيب في المتفق والمفترق، كر). 40456- عن أبي هريرة قال: إن الرجل ليقتل يوم القيامة ألف قتلة بضروب ما قتل. (ش وسنده صحيح). 40457- {مسند أبي هريرة} يا أبا هريرة إن أحببت أن لا تقف على الصراط طرفة عين حتى تدخل الجنة، فكن خفيف الظهر من دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم. (الديلمي عن أبي هريرة). 40458- عن ابن مسعود قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقامي فيكم فقال: والذي لا إله غيره! ما يحل دم رجل يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا إحدى ثلاث: النفس بالنفس، والثيب الزاني، والتارك للإسلام المفارق للجماعة. (عب) (أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الديات باب قول الله مقامي أن العفس بالنفس (9/6). ص). 40459- عن ابن مسعود قال: لا يزال الرجل في فسحة من دينه ما لم يهرق دما حراما، فإذا أهراق دما حراما نزع منه الحياء. (نعيم، عب) (ورد مرفوعا عن ابن عمر: أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الديات (9/3). ص). ذيل القتل 40460- {من مسند جابر بن عبد الله} عن جابر بن عبد الله قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتعاطى السيف مسلولا. (كر) (أخرجه الترمذي كتاب الفتن رقم 2164 وأبو داود كتاب الجهاد رقم 2588 وقال الترمذي: حسن غريب. ص). قصة الأقرع والأبرص والأعمى 40461- إن ثلاثة نفر في بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى بدأ الله (بدأ في صحيح مسلم (فأراد الله). قوله (بدأ الله) بالهمز ورفع كلمة الله أي حكم الله - قال الخطابي: معناه قضى الله أن يبتليهم، وقد روى بعضهم (بدا الله) وهو غلط لما فيه من معنى البدو وهو ظهور شيء بعد أن لم يكن وهو على الله ممتنع - كذا قاله الكرماني وكذا هو الخير الجاري ملتقطا. قال الحافظ ابن حجر (بدا) بتخفيف الدال المهملة بغير همز أي سبق في علم الله فأراد إظهاره، وليس المراد أنه ظهر له بعد أن كان خافيا لأن ذلك محال في حق الله تعالى، قال صاحب المطالع: ضبطناه عن متقني شيوخنا بالهمزة، أي ابتدأ الله أن يبتليهم، ورواه كثير من الشيوخ بغير همز وهو خطأ، وسيق إلى التخطئة أيضا الخطابي، وليس كما قال موجه كما ترى. أ ه فتح الباري. والحديث أخرجه البخاري كتاب الأنبياء (4/208). ص) أن يبتليهم فبعث إليهم ملكا، فأتى الأبرص فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال لون حسن وجلد حسن، قد قذرني الناس، فمسحه فذهب وأعطى لونا حسنا وجلدا حسنا، فقال وأي المال أحب إليك؟ قال: الإبل، فأعطى ناقة عشراء فقال: يبارك لك فيها! وأتى الأقرع فقال: أي شيء أحب إليك؟ فقال: شعر حسن فيذهب هذا عني، قد قذرني الناس، فمسحه فذهب وأعطى شعرا حسنا، قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: البقر، فأعطاه بقرة حاملا وقال: يبارك لك فيها! وأتى الأعمى فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: يرد الله إلي بصري فأبصر به الناس، فمسحه فرد الله إليه بصره، قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الغنم فأعطاه شاة والدا (والدا: شاة والد: أي حامل. أ ه (5/235) النهاية. ب)؛ فأنتج هذان وولد هذا، فكان لها واد من الإبل، ولهذا واد من بقر، ولهذا واد من غنم؛ ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته (وهيئته: أي في الصورة التي كان عليها لما اجتمع به ليكون ذلك أبلغ في إقامة الحجة عليه. أ ه فتح الباري. ب) فقال: رجل مسكين تقطعت بي الحبال (الحبال: أي الأسباب، من الحبل السبب. أ ه (1/333) النهاية. ب) في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيرا أتبلغ عليه في سفري! فقال له: إن الحقوق كثيرة، فقال له: كأني أعرفك، ألم تكن أبرص يقذرك الناس فقيرا فأعطاك الله؟ فقال: لقد ورثت لكابر عن كابر، فقال: إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت! وأتى الأقرع في صورته وهيئته فقال له مثل ما قال لهذا ورد عليه مثل ما رد عليه هذا فقال: إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت! وأتى الأعمى في صورته وهيئته فقال: رجل مسكين وابن السبيل وتقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري! فقال: قد كنت أعمى فرد الله بصري، وفقيرا فأغناني الله فخذ ما شئت فوالله لا أجهدك (أجهدك: أي لا أشق عليك وأدرك في شيء تأخذه من مالي لله تعالى. أ ه (1/320) النهاية. ب) اليوم بشيء أخذته لله! فقال: أمسك مالك فإنما ابتليتم، فقد رضى الله عنك وسخط عن صاحبيك. (ق عن أبي هريرة) (أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الزهد رقم (2964). ص). قصة المقترض ألف دينار 40462- إن رجلا من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه دينار فقال: ائتني بالشهداء أشهدهم، فقال: كفى بالله شهيدا، قال: فائتني بالكفيل، فقال: كفى بالله كفيلا، قال: صدقت، فدفعها إليه إلى أجل مسمى، فخرج في البحر فقضى حاجته، ثم التمس مركبا يركبها يقدم عليه للأجل الذي أجله، فلم يجد مركبا فأخذ خشبة فنقرها فأدخل فيها ألف دينار وصحيفة منه إلى صاحبه ثم زجج موضعها، ثم أتى بها إلى البحر فقال: اللهم! إنك تعلم أني تسلفت من فلان ألف دينار فسألني كفيلا فقلت: كفى بالله كفيلا، فرضى بك، وسألني شهيدا فقلت: كفى بالله شهيدا، فرضى بك، وإني قد جهدت أن أجد مركبا أبعث إليه الذي له فلم أجد، وإني أستودعكها! فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه ثم انصرف وهو في ذلك يلتمس مركبا يخرج إلى بلده، فخرج الرجل الذي كان أسلفه ينظر لعل مركبا قد جاء بماله، فإذا بالخشبة التي فيها المال، فأخذها لأهله حطبا، فلما نشرها وجد المال والصحيفة، ثم قدم الذي كان أسلفه فأتى بألف دينار وقال: والله ما زلت جاهدا في طلب مركب لآتيك بمالك فما وجدت مركبا قبل الذي أتيت فيه! قال: هل كنت بعثت إلي شيئا؟ قال: أخبرتك أني لم أجد مركبا قبل الذي جئت فيه، قال: فإن الله قد أدى عنك الذي بعثت في الخشبة، فانصرف بألف دينار راشدا. (حم، خ (في صحيحه كتاب الكفالة بابا الكفالة في القرض (3/124). ص) عن أبي هريرة). قصة أصحاب الغار 40463- انطلق ثلاثة رهط ممن كان قبلكم حتى أووا المبيت إلى غار فدخلوه، فانحدرت عليهم صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار، فقالوا: إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم، فقال رجل منهم: اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت لا أغبق (لا أغبق: أي ما كنت أقدم عليهما أحدا في شرب نصيبهما من اللبن الذي يشربانه. والغبوق: شرب آخر النهار مقابل الصبوح. أ ه (3/341) النهاية. أخرجه البخاري في صحيحه كتاب أحاديث الأنبياء (4/2208). ص) قبلهما أهلا ولا مالا، فنأى بي في طلب شيء يوما فلم أرح عليهما حتى ناما، فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين، فكرهت أن أغبق قبلهما أهلا ومالا، فلبثت والقدح في يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر، فاستيقظا فشربا غبوقهما، اللهم! إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة؛ فانفرجت شيئا لا يستطيعون الخروج، وقال الآخر: اللهم! كانت لي ابنة عم كانت أحب الناس إلي فأردتها على نفسها فامتنعت مني حتى ألمت بها سنة من السنين فجاءتني، فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها، ففعلت حتى إذا قدرت عليها قالت: لا أحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه، فتحرجت من الوقوع عليها فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي وتركت الذهب الذي أعطيتها، اللهم! إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه؛ فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها، وقال الثالث: اللهم! استأجرت أجراء فأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال، فجاءني بعد حين فقال: يا عبد الله! أد إلي أجري، فقلت له: كل ما ترى من أجرك: من الإبل والغنم والرقيق، فقال: يا عبد الله! لا تستهزئ بي، فقلت: إني لا أستهزئ بك، فأخذه كله فاستاقه فلم يترك منه شيئا، اللهم! فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه؛ فانفرجت الصخرة، فخرجوا يمشون. (ق (أخرجه البخاري كتاب أحاديث الأنبياء (4/201). ص) عن ابن عمر). 40464- بينما ثلاثة نفر يمشون أخذهم المطر فأووا إلى غار في جبل فانحطت على فم غارهم صخرة من الجبل فانطبقت عليهم، فقال بعضهم لبعض: انظروا أعمالا عملتموها صالحة لله فادعوا الله بها لعله يفرجها عنكم! فقال أحدهم: اللهم! إنه كان والدان شيخان كبيران وامرأتي ولي صبية صغار أرعى عليهم فإذا أرحت عليهم حلبت فبدأت بوالدي فسقيتهما قبل بني، وإني نأى بي ذات يوم الشجر فلم آت حتى أمسيت فوجدتهما قد ناما، فحلبت كما كنت أحلب فجئت بالحلاب (بالحلاب: الحلاب اللبن الذي يحلبه. والحلاب أيضا، والمحلب: الاناء الذي يحلب فيه اللبن. أ ه (1/142) النهاية. ب) فقمت عند رؤسهما أكره أن أوقظهما من نومهما وأكره أن أسقى الصبية قبلهما والصبية يتصاغون عند قدمى، فلم يزل ذلك دأبي ودأبهم حتى طلع الفجر، فإن كنت تعلم أني قد فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا منها فرجة حتى نرى السماء؛ ففرج الله منها فرجة فرأوا منها السماء، وقال الآخر: اللهم! إنه كانت لي ابنة عم أحببتها كأشد ما يحب الرجال النساء وطلبت منها نفسها، فأبت حتى آتيها بمائة دينار، فتعبت حتى جمعت مائة دينار فجئتهما بها، فلما وقعت بين رجليهما قالت: يا عبد الله! اتق الله ولا تفتح الخاتم إلا بحقه، فقمت عنها، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا منها فرجة؛ ففرج لهم، وقال الآخر: اللهم! إني كنت استأجرت أجيرا بفرق أرز فلما قضى عمله قال: أعطني حقي، فعرضت عليه فرقه فرغب عنه، فلم أزل أزرعه حتى جمعت منه بقرا ورعاءها (ورعاءها: جمع الراعي رغاة، كقاض وقضاة، ورعيان كشاب وشبان (ورعاء كجائع وجياع. أ ه (197) المختار. ب)، فجاءني فقال: اتق الله ولا تظلمني حقي، قلت: اذهب إلى تلك البقر ورعائها فخذها، فقال: اتق الله ولا تستهزئ بي، فقلت: إني لا أستهزئ بك، خذ ذلك البقر ورعاءها، فأخذه فذهب به، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج ما بقي؛ ففرج الله ما بقي. (ق عن ابن عمر). قصة موسى والخضر عليهما السلام 40465- قام موسى خطيبا في بني إسرائيل فسئل: أي الناس أعلم؟ فقال: أنا، فعتب الله عليه إذا لم يرد العلم إليه، وأوحى الله إليه أن لي عبدا بمجمع البحرين وهو أعلم منك، قال: يا رب! فكيف لي به؟ فقيل: احمل حوتا في مكتل فإذا فقدته فهو ثم، فانطلق وانطلق معه بفتاه يوشع بن نون وحملا حوتا في مكتل حتى كانا عند الصخرة فوضعا رؤسهما فناما، فانسل الحوت من المكتل (ق (أخرجه البخاري كتاب العلم باب ما يستحب للعالم إذا سئل (1/41). ص)، ت، ن عن أبي). قصة أصحاب الأخدود وفيه كلام الطفل أيضا 40466- كان ملك فيمن كان قبلكم وكان له ساحر فلما كبر قال للملك: إني قد كبرت فابعث إلي غلاما أعلمه السحر، فبعث إليه غلاما يعلمه، فكان في طريقه إذا سلك راهب فقعد إليه وسمع كلامه فأعجبه، فكان إذا أتى الساحر مر بالراهب وقعد إليه، فإذا أتى الساحر ضربه، فشكى ذلك إلى الراهب، فقال: إذا خشيت الساحر فقل؛ حبسني أهلي، وإذا خشيت أهلك فقل: حبسني الساحر، فبينما هو كذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس فقال: اليوم أعلم الساحر أفضل أم الراهب أفضل! فأخذ حجرا فقال: اللهم! إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضى الناس، فرماها فقتلها، ومضى الناس، فأتى الراهب فأخبره، فقال له الراهب: أي بني! أنت اليوم أفضل مني، قد بلغ من أمرك ما أرى وإنك ستبتلى، فإن ابتليت فلا تدل علي، وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص ويداوي الناس سائر الأدواء، فسمع جليس للملك كان قد عمى فأتاه بهدايا كثيرة فقال: ما ههنا لك أجمع إن أنت شفيتني! قال: إني لا أشفي أحدا إنما يشفي الله عز وجل، فإن آمنت بالله دعوت الله فشفاك، فآمن بالله فشفاه الله، فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس، فقال له الملك: من رد عليك بصرك؟ قال: ربي، قال: ولك رب غيرى؟ قال: ربي وربك الله. فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام، فجيء بالغلام فقال له الملك: أي بني! قد بلغ من سحرك ما يبرئ الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل! فقال: إني لا أشفي أحدا إنما يشفي الله عز وجل، فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب، فجيء بالراهب فقيل له: ارجع عن دينك! فأبى، فدعى بالمنشار فوضع في مفرق رأسه فشقه به حتى وقع شقاه، ثم جيء بجليس الملك فقيل له: ارجع عن دينك! فأبى فوضع المنشار في مفرق رأسه فشقه به حتى وقع شقاه، ثم جيء بالغلام فقيل له: ارجع عن دينك! فأبى فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا فاصعدوا به الجبل فإذا بلغتم به ذروته فإن رجع عن دينه وإلا فاطرحوه، فذهبوا به فصعدوا به الجبل فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت! فرجف بهم الجبل فسقطوا، وجاء يمشي إلى الملك فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ فقال: كفانيهم الله عز وجل، فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: اذهبوا به فاحملوه في قرقور (قرقور: بوزن عصفور: السفينة الطويلة. أ ه (416) المختار. ب) فتوسطوا به البحر فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه، فذهبوا به فقال: اكفنيهم بما شئت! فانكفأت بهم السفينة فغرقوا، وجاء يمشي إلى الملك فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ فقال: كفانيهم الله. فقال للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به! قال: وما هو؟ قال تجمع الناس في صعيد واحد وتصلبني على جذع، ثم خذ سهما من كنانتي ثم ضع السهم في كبد القوس ثم قل: بسم الله رب الغلام! ثم ارمني، فإنك إن فعلت ذلك قتلتني؛ فجمع الناس في صعيد واحد فصلبه على جذع، ثم أخذ سهما من كنانته ثم وضع السهم في كبد القوس ثم قال: بسم الله رب الغلام! ثم رماه، فوقع السهم في صدغه فوضع يده على صدغه موضع السهم فمات؛ فقال الناس: آمنا برب الغلام! آمنا برب الغلام! آمنا برب الغلام! فأتي الملك فقيل له: أرأيت ما كنت تحذر! قد والله نزل بك حذرك، قد آمن الناس، فأمر بالأخدود (بالأخدود: بالضم - شق مستطيل في الأرض. أ ه (132) المختار. ب) بأفواه السكك (السكك: السكة: الزقاق والسكة: الطريق المصطفة من النخل. أ ه (1/484) المصباح المنير. ب)، فخدت وأضرم النيران وقال: من لم يرجع عن دينه فأقحموه (فاقحموه: يقال: أقحم فرسه النهر فانقحم، أي أدخله فدخل. أ ه (411) المختار. ب) فيها، ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها فتقاعست (فتقاعست: أي تأخرت. أ ه (4/87) النهاية. ب) أن تقع فيها، فقال لها الغلام: يا أمه! اصبري فإنك على الحق. (حم، م عن صهيب) (أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الزهد باب قصة أصحاب الأخدود رقم (3005). ص).
|